مميزات التدريب في المراحل السنية وتطوير اللاعب الناشئ PDF
أفادت إحدى دراسات «الدليل العالمي لمدربي كرة القدم» أن أفضل طريقة لصناعة اللاعبين وتطوير قدراتهم تبدأ من الفهم الصحيح لقدرات اللاعب الحالية، وقدراته المحتملة، فالأولى تعني المعرفة التامة بما يمتلكه من قدرات في الوقت الراهن، والثانية تعني القدرات التي يمكن أن يصل إليها مستقبلا.
خبرة المباريات
وتأتي خبرة المباريات على رأس قائمة العوامل المساعدة على رفع القدرات الحالية للاعب، وكلما زاد عدد المباريات وتحسنت نوعيتها، كلما حقق اللاعب تطوراً أفضل في قدراته الحالية، وأقترب من الوصول إلى أقصى قدراته المحتملة، وهنا يأتي دور المدرب في منح اللاعبين أكبر قدر ممكن من خبرة المباريات عبر إقامة أكبر عدد من المباريات على أعلى مستويات ممكنة، مع الحفاظ على إدارة اللياقة، وهذا الأمر قد يتطلب إخراج بعض اللاعبين للإعارة بعد تطوير قدراتهم إلى أعلى نقطة ممكنة.
التدريبات العامة والفردية
المقصود بالتدريبات العامة هي التدريبات التي يؤديها اللاعب مع المجموعة بشكل يومي، وكلما ارتفعت جودة التدريبات العامة وفاعليتها، وطالت مدتها الزمنية، كلما تطورت قدرات اللاعب الفنية والبدنية، أما التدريبات الفردية فهي تدريبات يؤديها اللاعب منفرداً، ويركز خلالها على مهارة أو مجموعة مهارات معينة، وكلما زاد اللاعب من حمل هذه التدريبات ومدتها وتركيزها، كلما زادت نسبة وسرعة تطور تلك المهارات، وبالتالي يحدث ارتفاع في مستوى القدرات الحالية بدرجات عالية.
وفي هذين العاملين سيتعين على المدرب منح اللاعبين أكبر قدر ممكن من الأحمال في التدريبات العامة، وأعلى نسبة من التركيز في التدريبات الفردية، مع ضرورة عدم تجاوز الأحمال التدريبية للحد الآمن، وذلك من أجل تفادي وقوع أي إصابات عضلية للاعبين، مع أهمية استخدام كافة الموارد المتاحة له في النادي على النحو الأمثل من أجل تحسين جودة التدريبات لأقصى درجة ممكنة.
العناصر الأساسية والعوامل المساعدة
وحددت الدراسة ثلاثة عناصر أساسية تتكون منها عملية تطوير اللاعبين في الفئات السنية، وأول تلك العناصر هو استقطاب المواهب الشابة، فإن أراد النادي ضمان الاستمرارية في إنتاج اللاعبين الجيدين، عليه أن يجذب اللاعبين أصحاب القدرات المحتملة، أي التي يتوقع أن تتطور مستقبلا بنسبة عالية، ويحرص على استقطابها للنادي بانتظام، وقالت إن الأندية الكبيرة غالبا ما تمتلك لاعبين اثنين في كل مركز على الأقل في جميع فرق فئاتها السنية، ومن الممكن تأمين اللاعبين الشباب من المدارس والحواري وغيرها من الأوساط الشبابية في المنطقة, أما العنصران الآخران فهما يرتبطان مباشرة بعملية التطوير، وهما التحسين والتوليف، وبالنسبة للتحسين فإن المدرب سيكون معنيا بالعمل على تطوير القدرات الحالية للاعب بحيث ترتفع إلى أقرب نقطة ممكنة من القدرات المحتملة في أسرع وقت ممكن، أما التوليف فهو يتعلق بتوزيع مهارات اللاعبين بناء على قدراتهم الحالية، بحيث يأخذ كل منهم دوره التكتيكي داخل الملعب وفق رؤية المدرب.
ومن أجل تحقيق النجاح في عملية تطوير اللاعبين، سيكون النادي بحاجة إلى فهم دقيق للعوامل الباعثة على زيادة قدرات اللاعب الحالية، وكلما حقق النادي فهما أفضل لها، كلما ارتفعت وتيرة اللاعب وسرعة تطور قدراته الحالية.
المدربون ومنشآت النادي
تعتمد عملية التطوير بشكل رئيسي على نوعية المدربين في كل فئة تدريبية، فكلما زاد التصنيف الفئوي للمدرب (كأن يكون مدربا من فئة الأربع أو الخمس نجوم)، قل الحمل على اللاعب وزادت الفاعلية، وكلما ارتفعت نسبة خبرة المدرب الشخصية في الفئات السنية، أصبحت نوعية التدريب أفضل، وذلك يضمن زيادة القدرات الحالية للاعب على النحو الأمثل وبأسرع وقت ممكن، أما منشآت النادي فهي قاعدة بسيطة تقول: كلما كانت المنشآت متطورة كلما كان الأمر أفضل.
وهنا يأتي دور النادي في التعاقد مع أفضل المدربين وتوفير كافة مستلزمات التدريبات والملاعب الخاصة بها، وأشارت الدراسة إلى أن الاستثمار في اللاعبين سيساعد الأندية ذات الإمكانيات المادية المتدنية على تجهيز منشآتها بصورة تدريجية، والتعاقد مع مدربين من فئات أعلى مع مرور الوقت، وقدمت شرحا مفصلا عن آلية فعل ذلك، وخلصت إلى أن النادي يستطيع تطوير منشآته بواقع نصف نجمة كل عامين، مما يعني إمكانية وصوله لأن يكون من فئة الخمسة نجوم خلال عقد من الزمن.
التدريب الإرشادي و السمات الشخصية
أما التدريب الإرشادي فهو يتعلق بقدرات المدرب على إحداث التغيير في خصائص اللاعب وتحسين صفاته الشخصية عن طريق الاحتواء والإرشاد والتوجيه، مما يجعله يؤدي بشكل أفضل أثناء التدريبات المختلفة السالف ذكرها في هذا الموضوع، وهنا يأتي دور المدرب في استخدام أساليب التدريب الإرشادي لمساعدة اللاعبين على تطوير خصائصهم وصقل شخصياتهم بحيث يخرجون معظم ما عندهم خلال التدريبات، خصوصا إذا لم يكونوا يتمتعون بعقلية احترافية جيدة وطموح عالي (وذلك حال معظم اللاعبين المحليين).
أما السمات الشخصية تعتبر من أهم العوامل المساعدة على تطوير اللاعب، كون تمتعه بصفات شخصية احترافية يجعله يؤدي تدريباته بشكل أفضل، وبالتالي فإن قدراته الحالية ستتطور، والعمل على تحسين الصفات الشخصية وصقلها عند لاعبي الفئات السنية أمر ضروري لتحسين الأداء، طبعا إلى جانب الطموح الذي يلعب دورا أساسياً في تكوين اللاعب ويؤثر بشكل مباشر على عملية تطوره، واستدلت الدراسة على ذلك بأن أفضل اللاعبين في العالم هم من يتمتعون بالسمات الشخصية الاحترافية والطموح العالي.
القدرة الجسمانية
القدرة الجسمانية هي واحدة من أهم القدرات التي ترسم هوية اللاعب، كونها تحدد الوقت الذي سيقضيه في الملعب خلال التدريبات أو المباريات والمجهود الذي سيبذله في كل منهما، بالإضافة إلى تحديد قدرته على مقاومة الإصابات والاستشفاء منها بصورة أسرع، وبالطبع فإنها تساعده على تحمل أكبر عدد من الإصابات أثناء مسيرته، وبالتالي فإن إدارة القدرة الجسمانية لدى اللاعب لابد وان تكون على أكمل وجه لمساعدتهم على التطور السريع والمشاركة وتحمل الإصابات.
Post a Comment